لم يضيع المنتخب الفرنسي لكرة القدم أي وقت ليثأر من نظيره الإيطالي بعد المباراة المثيرة بينهما في نهائي كأس العالم ٢٠٠٦ بألمانيا والتي انتهت بهزيمة المنتخب الفرنسي بضربات الجزاء الترجيحية في العاصمة الألمانية برلين.
وثأر المنتخب الفرنسي لنفسه بعدها بشهور قليلة بالتغلب علي نظيره الإيطالي ٣/١ في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة.
ورغم هزيمته أمام المنتخب الأسكتلندي ذهاباً وإياباً في نفس التصفيات احتل المنتخب الفرنسي المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات، ويبدو أن الفريق لم يتعرض لهزة كبيرة بعد اعتزال نجمه الأسطوري زين الدين زيدان، عقب كأس العالم ٢٠٠٦ حيث مازال الفريق مرشحاً بقولة للمنافسة علي لقب يورو ٢٠٠٨.
ويعتمد الاستقرار والتماسك في المنتخب الفرنسي بشكل كبير علي المجهود الذي بذله المدرب ريمون دومينيك المدير الفني للفريق في الفترة الماضية حيث حقق نوعاً من التوازن بين أصحاب الخبرة بالفريق والجيل الجديد من النجوم الفرنسيين.ويضع المنتخب الفرنسي آمالاً عريضة علي نجمه فرانك ريبيري لاعب خط وسط بايرن ميونيخ الألماني والذي وضع قدمه علي أول طريق النجومية والتألق منذ مشاركته مع الفريق في كأس العالم ٢٠٠٦.
ويجمع الخبراء علي أن وصول المنتخب الفرنسي للأدوار النهائية في يورو ٢٠٠٨ سيكون مرهوناً بأداء النجم الشاب «ريبيري» الذي يقع عليه عبئ ثقيل في قيادة الفريق بعد اعتزال زيدان.
واعترف ريبيري: «اكتسبت ثقة كبيرة وتطور أدائي علي أرض الملعب.. أصبحت أفضل مما كنت عليه سابقاً مع المنتخب الفرنسي، وأصبحت الآن قائداً».
ويمثل يبيري خطراً كبيراً يهدد منافسي الفريق من الناحية اليمني بينما يتألق في الناحية اليسري زميله فلوران مالودا.
ويمثل اللاعبان عمقاً دفاعياً خلف المهاجمين تييري هنري ونيكولا أنيلكا.
وعلي الرغم من معاناته وعدم ظهوره بالمستوي المطلوب منذ انتقاله إلي برشلونة الإسباني في بداية الموسم المنقضي ٢٠٠٧/٢٠٠٨ سجل هنري ستة أهداف للمنتخب الفرنسي في تصفيات يورو ٢٠٠٨ ليحطم الرقم القياسي المسجل سابقاً باسم اللاعب الأسطورة ميشيل بلاتيني لأعلي عدد من الأهداف يسجلها أي لاعب في تاريخ مشاركاته مع المنتخب الفرنسي.
ولذلك مازال هنري هو حجر الأساس في هجوم المنتخب الفرنسي.
أما أنيلكا فسجل أربعة أهداف للفريق في التصفيات، كما كان صاحب أهم أهداف الفريق في الفترة الماضية وهو الهدف الذي فاز به المنتخب الفرنسي علي ليتوانيا ١/ صفر في مارس الماضي ليحفظ ماء وجه منتخب الديوك.
وبعد أن ظهر التعاون الإيجابي له مع هنري ينتظر أن يلعب أنيلكا نجم تشيلسي الإنجليزي دوراً بارزاً مع المنتخب الفرنسي في يورو ٢٠٠٨ خاصة أنها البطولة الدولية الأولي التي يشارك فيها مع الفريق منذ يورو ٢٠٠٠.
كما يعتمد دومينيك علي عدد آخر من اللاعبين المتميزين أصحاب النزعة الهجومية مثل ثلاثي فريق ليون الفرنسي والمؤلف من كريم بنزيمة الفائز بلقب أفضل لاعب فرنسي خلال الموسم المنقضي وحاتم بن عرفة وسيدني جوفو، حيث يمكنهم جيعاً قلب المبارة في أي وقت.
كما يبرز ضمن لاعبي المنتخب الفرنسي اللاعب سمير نصري نجم مارسيليا بالإضافة لأسلحة أخري اعتاد دومينيك الاعتماد عليها مثل جبريل سيسيه بينما يغيب عن صفوف الفريق كلا من لويس ساها ودافيد تريزيجيه بسبب الإصابات.
ويبدو خط وسط المنتخب الفرنسي هو الأفضل أوروبياً، وتمثل يورو ٢٠٠٨ الفرصة الأخيرة لكل اللاعبين المخضرمين.
واعترف مكاليلي الذي عزز موقعه في صفوف المنتخب الفرنسي بعد فوز منتخب فرنسا بلقب يورو ٢٠٠٠ «سأكون حريصاً للغاية علي الفوز بلقب يورو ٢٠٠٨ لأنني لم أفز بأي شيء مع المنتخب الفرنسي، أريد أن أنهي مسيرتي الدولية في القمة، ستكون يورو ٢٠٠٨ آخر بطولة كبيرة لي مع الفريق».
ولم يكن زيدان هو النجم الوحيد الذي اعتزل اللعب مع المنتخب الفرنسي بعد كأس العالم ٢٠٠٦ بألمانيا حيث سار علي نهجه الحارس الشهير فابيان بارتيز وحل مكانه حارس آخر من ليون وهو جريجوري كوبيه «٣٥ عاماً» والذي سيحصل أخيراً علي فرصة المشاركة في بطولة كبيرة من خلال يورو ٢٠٠٨.
ويضم خط دفاع الفريق اللاعبين ليليان تورام ووليام جالاس بينما يلعب ويلي سانيول في الناحية اليمني وأريك أبيدال في الناحية اليسري.
ويدعم هؤلاء اللاعبين مجموعة أخري من النجوم مثل باتريس إيفرا نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وفيليب ميكسية لاعب روما الإيطالي وثنائي ليون المؤلف من جان ألان بومسونج وسيبا ستيان سكيلاتشي.